الشهيد عضو فعال
المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: قصيدة لجاسم الصحيح الخميس مايو 15, 2008 10:22 am | |
| [size= 18] قصيدة لجاسم الصحيح ________________________________________ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناقصيدة لجاسم الصحيح تضرب جذوره في عمق الوعي الحسيني لشاعر يفلسف الحياة في لغة باذخة الصوروالمعاني
إنها قصيدة من عيون الشعر الحسيني في العصر الحديث وكما قال الشيخ الوائلي عن الشاعر العملاق أنها لا تقرأ مرة واحدة
حملتُ جنازةَ عقلي معي
وجِئْتُكَ في عاشقٍ لا يعي
أحسُّكَ ميزانَ ماأدَّعيهِ
إذا كان في الله ما أدَّعي
أقيسُ بِحُبِّكَ حجمَ اليقينِ
فحُبُّكَ فيما أرى مرجعي
خلعتُ الأساطيرَ عنِّيسوى
أساطيرِ عشقِكَ لم أخلعِ
وغصتُ بِجرحكَ حيث الشموسُ
تهرولُ في ذلك المطلعِ
وحيث (المثلَّثُ) شقَّ الطريقَ
أمامي إلى العالَمِ الأرفعِ
وعلَّمَني أن عشقَ (الحسينِ)-
انكشافٌ على شفرةِ المبضعِ
فعَرَّيْتُ روحي أمام السيوفِ-
التي التَهَمَتْكَ ولم تشبعِ
وآمنتُ بالعشقِ نبعَ الجنونِ
فقد بَرِئَ العشقُ مِمَّنْ يَعي
وجئتُكَ في نشوةِاللاَّعقولِ
أجرُّ جنازةَ عقلي معي !
أتيتُكَ أفتلُ حبلَ السؤالِِ:
متى ضَمَّك العشقُ في أضلعي ؟
عَرَفْتُكَ في (الطَّلقِ) جسرَ العبورِ
من الرَّحْمِ للعالَمِ الأوسعِ
ووَالِدَتي بِكَ تحدوالمخاضَ
على هودج الأَلَمِ الـمُمْتِعِ
وقد سِرْتَ بِي للهوى قبلما
يسيرُ بِيَ الجوعُ للمرضَعِ..
لَمَسْتُكَ في المهدِ دفءَالحنانِ
على ثوبِ أُمِّيَ ، والملفعِ
وفي الرضعةِ البِكْرِ أنتَ الذي
تَقاَطَرْتَ في اللَّبَنِ الـمُوجَعِ
و قبل الرضاعةِ.. قبلا لحليبِ..
تَقاطَرَ إِسْمُكَ في مَسْمَعي
فأَشْرَقْتَ في جوهر يساطعاً
بِما شَعَّ من سِرِّكَ المودعِ
بكيتُكَ حتَّى غسلتُ القِماطَ
على ضِفَّتَيْ جُرْحِكَ المُشْرَعِ
وما كنتُ أبكيكَ لو لمتَكُنْ
دماؤُكَ قد أيقظَتْ أدمعي
كَبُرْتُ أنا.. والبكاءُالصغيرُ
يكبرُ عبر الليالي معي
و لم يبقَ في حجمِ ذاكالبكاءِ
مَصَبٌّ يلوذُ بهِ منبعي
أنا دمعةٌ عُمْرُها (أربعونَ)
جحيماً من الأَلمَِ المُتْرَعِ
هنا في دمي بَدَأَتْ (كربلاءُ)
و تَمَّتْ إلى آخِرِ المصرعِ
كأنّكَ يومَ أردتَالخروجَ
عبرتَ الطريقَ على أَضْلُعي
و يومَ انْحَنَىَ بِكَ متنُالجوادِ
سَقَطْتَ ولكنْ على أَذْرُعي
و يومَ تَوَزَّعْتَ بينالرماحِ
جَمَعْتُكَ في قلبيَ المُولَعِ
فيا حادياً دورانَالإباءِ
على محورِ العالَمِ الطيِّعِ
كفرتُ بكلِّ الجذورِالتي
أصابَتْكَ رِيًّا ولم تُفْرِعِ
أَ لَسْتَ أبا المنجبينَالأُباةِ
إذا انْتَسَبَ العُقْمُ للـخُنَّعِ !
وذكراكَ في نُطَفِ الثائرينَ
تهزُّ الفحولةَ في المضجعِ
تُطِلُّ على خاطري (كربلاءُ)
فتختصرُ الكونَ في موضعِ
هنا حينما انتفضَالأُقحوانُ
و ثار على التُربةِ البلقعِ
هنا كنتَ أنتَ تمطُّال جهاتِ
و تنمو بأبعادِها الأربعِ
و تحنو على النهرِ.. نهرِالحياةِ..
يُحاصرُهُ ألفُ مستنقعِ
وحين تناثرَ عِقْدُ الرِّفاقِ
فداءً لدُرَّتِهِ الأنصعِ
هنا (لَبَّتِ) الريحُ داعي (النفيرِ)
و (حَجَّتْ) إلى الجُثَثِِ الصُّرَّعِ
فما أَبْصَرَتْمبدعاً كَ(الحسينِ)
يخطُّ الحياةَ بلا إصبعِ!
و لا عاشقاً كَ(أبيفاضلٍ)
يجيدُ العناقَ بلا أذرعِ!
و لا بطلاً مثلما (عابسٍ)
يهشُّ إذا سارَ للمصرعِ!
هنا العبقريَّةُ تلقي العنانَ
وتهبط من برجِها الأرفعِ
وينهارُ قصرُ الخيالِ المهيبُ
على حيرةِ الشاعرِ المبدعِ
ذكرتُكَ فانسابَ جيدُالكلامِ
على جهةِ النشوةِ الأروعِ
وعاقرتُ فيكَ نداءَالحياةِ
إلى الآنَ ظمآنَ لم ينقعِ
فما بَرِحَ الصوتُ (هل من مغيث)
يدوِّي.. يدوِّي.. ولم يُسْمَعِ
هنا في فمي نَبَتَتْ (كربلاءُ)
وأسنانُها الشمُّ لم تُقلعِ
وإصبعُكَ الحرُّ لَمَّايَزَلْ
يدير بأهدافِهِ إصبعي
فأحشو قناديلَ شعريبما
تَنَوَّرَ من فتحِكَ الأنصعِ
وباسمِكَ استنهضُ الذكرياتِ-
الحييَّاتِ من عزلةِ المخدعِ
لعلَّ البطولةَ فيزَهْوِها
بِيَوْمِكَ ، تأتي بلا برقعِ
فأصنعُ منها المعاني التي
على غير كفَّيكَ لم تصنع [/size] | |
|